يارفيقي ...

.

.

إحدى وعشرين سنة مرت ... كان موجوداً في أروقة أفكاري ولم يُمحى ..

 يُطل بين الفينة والأخرى مع ذكرياتي القديمة .. لأسترجع  أحلاها ..

بقيت زمناً  طويلا ً أُرتل كتاب الإخلاص لتلك الأيام ..

إلى أن حان الوقت .. وأتى ..

أتى حاملاً الماضي بين كفيه  ..

أتى بكل أيام طفولتي البريئة وألقاها أمامي ..

أتى وقد أرهقني زمن المسؤوليات .. ولم يعد هناك مكان لأيام اللهو والمرح والبراءة ..

ولم يعد هناك وقتٌ للإبتسامة .. سوى إبتسامة النجاح ..

لكن .. بعد كل هذه السنين ..

ياأخي وصديق طفولتي ..

لوّح بيديك للغمام ..

وأكتب على صفحة الأيام ..

سنلوّن الحياة معاً مجدداً ..   بألوان ٍ لن يمحوها الزمن ..

سنرسم إسمي وأسمك في تاريخ أُمتنا .. وننقش ُ أثرنا في ابناءنا ..

.

.

لكنـــــ

قِف لبرهة  بعد كل هذا  ..

و ..

مُد لي يدك وأخمد قواريراً في جوفي أشعلت نيران الشوق لتلك الأيام ..

.

.

آه ياقلبي .. مادريت أين !!

نعم تتعبني الدنيا كما تتعب غيري ..

نعم احتاج لأن أبوح كما يحتاج الجميع ..

مهما حاول الإنسان كبت مافي قلبه لابد أن يحتاج يوماً لتخفيف ماعلى الأرفف داخل صدره ..

مطويات وكتيبات تتراكم هنا وهناك الى أن تصبح مجلداً يصعب حمله ..

هذا اليوم وبالذات أيقنت أني أحمل الكثير ..ولاأقوا ..

ماعلى الدنيا عتب
كل ما فيها .. أماني
فوق ملتاع الهدب
أكتب أحساسي أغاني

وجدت نفسي أمام مرآة الحياة  .. وحيده ..

بجميع من حولي .. وحيده ..

بجميع من عانقت همومهم ..وحيده ..

لاأحد يحمل همي .. الا أنا ..

يامجاديف القدر
يابحر موجه عبوس
فيك أتعبني السفر
كل ما نرسي بمينا
أقول ثاني
وأثرها غصب علينا
لعبه يلعبها زماني

  ضغوطات من كافة الجهات تكاد تخنق نفسي هذا اليوم ..

ليتني أسير درباً بعيداً عنهم جميعاً ...لأرتاح ..

كم أتمنى ذلك ..

يارب ..